بما يمثله المسجد الأقصى المبارك بمكانته التاريخية والعقائدية، وبما تطلع به دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس وبوصايتها الهاشمية من مهام جسام، ونتيجة لزخم متطلبات الإعمار والصيانة في أحد أهم المعالم الدينية والتاريخية الإسلامية وفي أصعب الظروف وأكثرها تعقيداً، أولت المملكة الأردنية الهاشمية وسخرت جميع امكانياتها المادية والكفاءات وثقلها السياسي وعلاقتها الدولية لمتابعة كافة شؤون ومتطلبات المسجد الأقصى المبارك، ليستقبل زواره شامخاً مصداقا لوصية رسول الله  صلى الله عليه وسلم (فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله)، حيث جاء التحرك الهاشمي استجابة وتلبية لاحتياجات المسجد الأقصى المبارك، فما كان إلا وأن أعلن عن تأسيس لجنة الإعمار الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى منذ أن أمر المغفور له الملك الحسين بن طلال بتأسيسها عام 1954، ومنذ ذلك الحين والى يومنا هذا توالت المكرمات الملكية السخية وترجمت في جملة من المشاريع المتنوعة والمختلفة التي جعلت من هذا الصرح على ما يبدو عليه في قمة البهاء والجمال، ومن جملة هذه المشاريع التي جاءت على نفقة ورعاية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وسدد خطاه وجعل هذا العمل في ميزان حسناته، ينوب بذلك عن أمة مليار ونصف مليار من المسلمين.

مشروع ترميم الفسيفساء والزخارف الجصية في قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي

يعتبر هذا المشروع بشقيه أحد أهم وأعقد المشاريع التاريخية التي نفذتها لجنة الإعمار الهاشمية والتي لا نظير لها على مدار أكثر من مائتي عام قد خلت.
استمرت أعمال الترميم والتنفيذ في المشروع على مدار ثماني سنوات في الفترة من العام 2008 وحتى حزيران 2016.

جاءت هذه المشاريع تلبية لتهالك الالواح الجصية القديمة نتيجة الرطوبة وتقادمها، وتغير ألوان الفسيفساء وتساقطها، حيث قضى موظفي وخبراء لجنة الاعمار الهاشمية مئات الساعات من العمل الدؤوب في وضع وصنع القوالب الجصية ونقلها وتحويرها عن الطبيعة بدقة وحرفية، لصنعها حسب مقاسات وتفصيلات دقيقة تراعي المقاييس والمواصفات التي تم فحصها في مختبرات متخصصة وبحرفية ومهارة عالية، بالتزامن مع تكليف طاقمها وحرفيها بتركيبها واستبدال القديم منها، تحت ضغوط وممارسات تعسفية من قبل أجهزة الاحتلال الإسرائيلي، والتي لم تتوانى عن تضييق الخناق عبر مماطلتها المستمرة في ادخال المواد اللازمة لإنجاز المشروع واتمامه، ورغم دقة الظروف استمر العمل الدؤوب جنباً الى جنب مع استبدال الزخارف الجصية، حيث تمكن موظفي لجنة الاعمار الهاشمية المزودين بخبراء أجانب - من جنسية إيطالية - من صيانة كل حبة فسيفساء في رقبة قبة الصخرة المشرفة على الأقواس للحفاظ على زخرفتها وتلوينها بدقة متناهية، حيث تم تدشين هذه المشاريع في حفل مهيب ضم على رأسه عضو مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الأردني الأسبق المهندس رائف نجم والدكتور المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وصفي كيلاني ومدير شؤون المسجد الأقصى في وزارة الأوقاف الأردنية المهندس عبدالله العبادي  ومدير عام أوقاف القدس والمسجد الأقصى عطوفة الشيخ عزام الخطيب التميمي وعدد من مسؤولي أوقاف وأعيان القدس، وجمع مبارك من عموم أهالي القدس وفلسطين  حيث تخلل الحفل كلمات مباركة أثنت على كافة الجهود المبذولة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني في إتمام المشروع وانجازه سائلين الله عز وجل أن يجزيه عن المسلمين خير الجزيل.

 

مشروع تصفيح الأسطح الغربية لأروقة المسجد الأقصى وأسطح جامع النساء والمتحف الاسلامي بألواح الرصاص

يعتبر هذا المشروع  والذي تم إنجازه على مدار أكثر من عامين، أحد أهم المشاريع الحيوية داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث جرت مراسم تدشينه في العام 2010، والتي جاءت استجابة لضرورات حفظ أهم المرافق الحيوية داخل المسجد الأقصى المبارك، آلا وهي المتحف الإسلامي بكل ما يحوي في مقره من تاريخ المسجد الأقصى المبارك وتراثه وإرثه من وثائق وتحف ظلت شاهدة على تاريخه العربي والإسلامي الاصيل، وبتضافر جهود دائرة الأوقاف الإسلامية وكوادرها وطاقم عملها من خبراء ومهندسين، وحسب المواصفات العالمية الدقيقة، حيث تم استخدام اكثر من 200 طن من الرصاص للوفاء بمتطلبات المشروع، وبتكلفة جاوزت 493 الف دينار، حيث تم إنجاز هذا المشروع على نفقة جلالة الملك عبد الله الثاني وتحت إشرافه ومتابعته السامية.

مشروع فرش المصلى المرواني وقبة الصخرة المشرفة

تحت توجيهات سامية من قبل صاحب الوصاية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه، تمكنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من إنجاز هذا المشروع  في العام 2014، بعد جهود حثيثة ومتواصلة استمرت زهاء العام بعد معاينة ودراسة ومتابعة كافة احتياجات كل من المصلى المرواني وقبة الصخرة المشرفة، وذلك لتزويدها بفراش وسجاد يراعي حساسية المكان ويلبي متطلبات زواره ورواده من المؤمنين، بعد تهالك الفراش القديم وانتهاء عمره الافتراضي، حيث تمت متابعة المشروع من قبل لجنة الاعمار الهاشمية وموظفي مديرية الانشاءات، التي وضعت في حساباتها أعلى وأدق المواصفات العالمية في الجودة والإتقان، حيث تمت الاستعانة بشركة poly trade international  بموجب عطاء سبق وأن رسا عليها، حيث جرى تلزيمها بتوريد سجاد من جمهورية مصر العربية تم تصميه خصيصاً ليتناسب واحتياجات المكان من الناحية الجمالية والنوعية المقاومة للحريق، بكلفة جاوزت 312 الف دينار، والذي تمت متابعة مراحل إنتاجه في بلد المنشأ ضمن رقابة متواصلة واكبت كافة مراحل إنتاجه من قبل اللجان العاملة والمختصة، لضمان أعلى متطلبات الجودة وعلى كامل الكميات المطلوبة.

مشروع توريد سيارة للنظافة لساحات المسجد الأقصى المبارك

نتيجة تزايد الحاجة لهذا المشروع وتزايد أعداد زوار المسجد الأقصى المبارك ومصليه ونتيجة لاتساع ساحاته، وخاصة في المناسبات والأعياد وخلال شهر رمضان الكريم، برزت الحاجة لضرورة توفير سيارة للنظافة تمكن سدنة المسجد الأقصى المبارك من القيام بمهامهم في المحافظة على نظافته وفي أوقات قياسية توفر الجهد والوقت، بعد اجراء دراسة جدوى اقتصادية شاملة لاستخدام هذه المعدات، وكعادتها لم تتأخر المكرمة الملكية في توفيرها، حيث جاءت توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه، بتكليف أصحاب الاختصاص بعمل كل ما يلزم وبأسرع وقت بتوفير كل احتياجات المسجد الأقصى المبارك، وفي رسالة ذات دلالات ومعاني تدل على ان كامل الساحات والاروقة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى والبالغة 144 دونم، وعلى نفقته الخاصة تم توريد أولى سيارات النظافة للمسجد الأقصى في العام  2009 وبكلفة وصلت 155 الف دينار.

مشروع توريد ثلاثة مولدات للطاقة الكهربائية للمسجد الأقصى المبارك

بعد تعاظم الحاجة لاستمرارية تغذية المسجد الأقصى المبارك بالطاقة الكهربائية، ونتيجة لصلف الاحتلال وبعض المشاكل الفنية العادية في شركة الكهرباء العاملة بمدينة القدس، وفي أكثر من مناسبة حصل فيها انقطاع  للتيار الكهربائي ليحجب صوت آذان المسجد الأقصى المبارك وخطبائه بقصد وبغير قصد، جاءت  توجيهات جلالة الملك السامية  صاحب الرعاية الهاشمية المباركة حفظه الله ورعاه، بضرورة تزويد المسجد الأقصى المبارك بمولدات تلبي احتياجاته حالما انقطع التيار الكهربائي، تراعى فيها أعلى المواصفات العالمية في الجودة والاتقان، تم توريدها حسب دراسات أجريت على افضل الأنواع والشركات فوقع الاختيار على المولدات الإنجليزية التي تم توريدها في العام 2010 بكلفة وصلت 250 الف دينار، حيث شملت هذه المبالغ تأسيس بنية تحتية لحفظها وتدريبات على صيانتها  لموظفي المسجد الأقصى، ومخازن لحفظ الوقود تستعمل في حالات الطوارئ وكلما دعت الحاجة.

مشروع إنارة المسجد الأقصى المبارك

رغم الصيانة المتتالية لإنارة المسجد الأقصى المبارك والتي لم تنقطع يوماً، إلا أن بعض المشاكل بدأت بالظهور بسبب تقادم نظامها، من قبيل تفاوت الإنارة في داخل المصلى القبلي وكثرة تعطله في بعض الأقسام، ومواكبة للتطور الطارئ على أنظمة الإنارة وتحديثاتها ذات الجدوى الاقتصادية، وبتوصيات من اللجان المختصة بضرورة تحديث أنظمة الانارة، عمدت دائرة الأوقاف الإسلامية وبكافة إمكانياتها وبرعاية هاشمية سخية، على تحديث أنظمة الانارة وبصورة شاملة وعلمية وحديثة، شملت كافة التمديدات الكهربائية، وبكلفة وصلت 293 الف دينار، استمرت الأعمال على تنفيذه لمدة راوحت العامين حيث تم تسليم المشروع في نهاية العام 2010 ليبقى المسجد الأقصى منيراً عامراً بعبق زيت هاشمي اصيل وقناديل أُردنية تفوح منها نسمات هذا البلد الخير المعطاء.

مشروع تنفيذ مراحل من أعمال البنية التحتية للمسجد الأقصى وتنفيذ نظام لإطفاء الحريق

رغم دقة الظروف وضمن أضخم المشاريع التي تبناها جلالة الملك المعظم عبد الله بن الحسين حفظه الله تعالى ورعاه، أُطلق العنان لاستنفار كافة أطقم وموظفي الأوقاف الإسلامية ولجنة الإعمار الهاشمية لوضع المخططات وإحالة العطاءات وتسخير الإمكانيات لإخراج هذا المشروع الى النور. وبكلفة قدر لها ان تصل الى 7 ملايين دينار، شرعت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بتنفيذ جزء يسير من هذا المشروع، حيث لا يزال بعض أهم أقسامه المحورية معلقاً على صلف وتدخل أجهزة وأذرع الاحتلال الإسرائيلي التي مارست أبشع صور التدخل في شؤون المسجد الأقصى  وعمل هيئاته ولجانه التابعة له، حيث ولا تزال الجهود حثيثة على إخراجه الى النور بأذن الله عز وجل، اما فيما يخص أنظمة إطفاء الحريق التي تم  الانتهاء من تنفيذ ما نسبته 70% من إجمالي هذا المشروع بكلفة بلغت 553 الف دينار، حيث علق تنفيذ بعض مراحلة الأخيرة منذ العام 2011 لنفس الأسباب وتلافياً للسلبيات الناجمة عن عدم إتمام هذه المراحل.

وتجاوزاً لأي معيقات تتعلق بقدرات السيطرة على الحرائق اتجهت دائرة الأوقاف الى اطلاق العنان لتنفيذ مشروع بديل يعنى بتوفير مضخات إطفاء عن بعد فيما عرف بنظام الإطفاء المتحرك الذي تم التخطيط له بالتعاون مع مديرية الدفاع المدني في عمان بكلفة 287 الف دينار، والتي من المرجو تسليمها في غضون الأشهر القريبة القادمة.