بيان صادر عن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس
في الوقت الذي تقوم به سلطات الاحتلال برصد مبلغ 36 مليون دولار بحجة تطوير ساحة البراق وتعمل ليل نهار على تغيير الوضع التاريخي والقانوني في ساحة حائط البراق الوقفية الإسلامية، في حين تستخدم الشرطة الإسرائيلية جميع أذرعها العسكرية وبكل قوة لإعاقة اعمار المسجد الأقصى المبارك وتعطيل المشاريع الضرورية التي تحاول الدائرة من خلالها تقديم الخدمات للمصلين والوافدين لهذا المسجد ومن أجل الحفاظ على إرث عالمي تتشوق الأمة الإسلامية جمعاء للصلاة والرباط فيه، فإن مجلس الأوقاف يؤكد على ما يلي:
أولاً: إن ما قامت به دولة الاحتلال منذ عام 1967 من هدم لحارة المغاربة وطرد أهلها والحفريات التي أجرتها وهدم تلة المغاربة الحضارية وغيرت كل معالم الساحة واعتدت على حائط البراق ومحيطه واقامت العديد من الأبنية التي من شأنها أن تظهر هذه البقعة الطاهرة المسلمة على انها مكان مقدس يهودي في حين ان هذا الحائط والساحة هما وقف إسلامي خالص بموجب الوقفيات التاريخية المحفوظة والتي أقرتها القوانين والأعراف الدولية، ليؤكد أن معاول الهدم والتغيير هي السياسة التي تتبعها سلطات الاحتلال.
ثانياُ: إن استمرار رصد المبالغ الضخمة لتهويد الساحة واستمرار العمل على مدار الساعة في ذلك المكان في حين يمنع ادخال مواد البناء بل أبسط الاحتياجات للمسجد الأقصى المبارك يؤكد على سياسة الاحتلال العنصرية التي تهدف الى تعطيل دور الأوقاف ومشاريعها وترك المسجد الأقصى المبارك بدون عمارة ليتهاوى هذا الأثر يوما بعد يوم.
ثالثاُ: إن هذه السياسة العنصرية تمثل بشكل واضح سياسة المتطرفين ورؤساء الاستيطان الذين يخططون لإشعال حرب دينية من خلال الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وتتحمل حكومة إسرائيل كافة تبعاتها.
رابعاً: نطالب منظمة اليونسكو اتخاذ موقف واضح وصريح من الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تهدف الى طمس الحضارة الإسلامية في هذا الموقع، وعليها العمل الحفاظ عليه ومنع الاعتداء عليه من قبل سلطات الاحتلال حيث وضعه الأردن عام 1981م على لائحة التراث العالمي.
خامساً: نطالب جميع الدول العربية والإسلامية الوقوف خلف الرعاية والوصاية الأردنية الهاشمية بقيادة صاحب الجلالة الـملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بصفته صاحب الوصاية والرعاية على الـمقدسات الإسلامية والـمسيحية بالقدس الشريف في الدفاع عن وحماية هذه المقدسات.
سادساً: يدعو مجلس الأوقاف جميع المسلمين حول العالم لشد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك في كل وقت والصلاة فيه تحقيقا لقوله تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس
19 كانون ثاني 2022م
16 جمادي الآخرة 1443هـ
17-10-2022