بيان صادر عن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في القدس
في ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَنَعَ مَسَاجِدَ الله أن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) صدق الله العظيم.
في الذكرى الرابعة والخمسين للحريق المشؤوم الذي طال المسجد القبلي في المسجد الأقصى المبارك والذي يوافق تاريخ اليوم الإثنين 21 اب 2023م على اياد صهيونية غادرة أوقدت نيران حقدها غيلة بتنفيذ من المتطرف المدعو مايكل روهان في جريمة نكراء لا تزال فصولها مستمرة الى يومنا هذا بأشكال وأبعاد من الانتهاكات بحق قدسية المسجد الأقصى المبارك واسلاميته لا تقل خطورة عن حرقه يحملها أصحاب نفس العقلية المتطرفة الداعية الى الخراب والحرق والهدم عبر سلاسل متلاحقة من الاقتحامات اليومية من قبل المجموعات اليهودية المتطرفة يتخللها جملة من التصرفات الاستفزازية لمشاعر المسلمين من صلوات وطقوس تلموديه علنية وأناشيد ورقصات داخل باحات المسجد، وليس أقل منها خطورة تلك الحفريات والمشاريع التهويديه المشبوهة في محيطه وأسفل جدرانه.
ومن وحي هذه المأساة نستذكر هذه الجريمة وما خلفتها من أثار تدميرية معنوية طالت مشاعر جميع المسلمين حول العالم، وأخرى مادية طالت منبر صلاح الدين الأيوبي الذي زين الجامع القبلي لمئات السنوات منبرا للإصلاح والعلم الذي تناوب على اعتلائه خيرة رجال هذه الأمة وعلمائها جيلا بعد جيل لتتركه أثرا بعد عين في أروقة المتحف الإسلامي شاهدا على نيران الحقد التي خلفت هذه الجريمة النكراء، كغيره من مقدرات نفيسة ونادرة من معالم الفن والحضارة الإسلامية من فسيفساء أثرية ونقوش نادرة على أسقفه الخشبية وسجاده الفارسي ككنوز وأثار لا يمكن تعويضها. وفي هذه الذكرى المشؤومة يؤكد مجلس الأوقاف والشؤون المقدسات الإسلامية في القدس أن المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف ورغم جميع ما يتعرض له ومحيطه من محاولات لتهويده وتغييرواقعه الديني والتاريخي والقانوني القائم منذ آمد سيبقى صامدا أبياً لن تغير هذه الانتهاكات التي تفرض بالقوة من واقعه شيئا، وسيبقى مسجداً إسلامياً للمسلمين جميعا بإذن الله لا يقبل القسمة ولا الشراكة بكامل مساحته البالغة 144 دونم فوق الأرض وتحتها بصبر وثبات أهله المرابطين فيه. كما يؤكد مجلس الأوقاف ثباته على الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ووفائه في دفاعه عن المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، متشبثين بوصاية ورعاية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ودفاعه المستمر عن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس
القدس في 21 آب 2023م
الموافق 04 صفر 1445هـ