يقع في السور الشرقي بالمستوى الأرضي للمسجد الأقصى.
الفترة الأموية.
نسبة لما ورد بآية رقم 13 من سورة الحديد (... فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه رحمه وظاهره من قبله العذاب)
الوصف:
عبارة عن مدخلين: المدخل الجنوبي هو باب الرحمة والمدخل الشمالي هو باب التوبة
بمحاذاته تم إنشاء مقبرة أخذت اسم الباب ويدفن فيها الصحابة والشهداء مثل عبادة بن الصامت، وشداد بن اوس رضي الله عنهم ،
من مميزات هذا الباب ايضا ان الإمام الغزالي اعتكف فوق الباب وقد ألف جزء من كتابه إحياء علوم الدين ،
ناهيك عن جمال الزخارف الأموية التي يحملها،
ينزل للباب عن طريق درج طويل يفضي إلى ساحة ومن ثم الى قاعتين كبيرتين كانت تستخدم للذكر والصلاة ،
يرجح أغلاق الباب لعدة أسباب منها سياسي ومنها اقتصادي حيث جرى أغلاق الباب على عدة فترات،
حاليا القاعتين يتم استخدامهم للصلاة والذكر.
محطات من تاريخه:
(1) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: "السور الذي ذكره الله تعالى: (فَضَربَ بينَهُم بِسُورِ له بابُ) هو باب بيت المقدس الشرقي باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب وادي جهنم". تاريخ بيت المقدس لابن الجوزي (ص: 62). وفي الأنس الجليل (1/ 227): "وَعَن أبي الْعَوام قَالَ سَمِعت عبد الله بن عمرو ....". وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد: 13] . قَالَا: "هُوَ حَائِطٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ". وَقَالَ ابْنُ أَسْلَمَ " هُوَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ} [الأعراف: 46]. قال ابن كثير: "وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَمَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ، عَنْ كُتُبِ الْإِسْرَائِيلِيِّنَ، أَنَّهُ سُورُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَضَعِيفٌ جِدًّا، فَإِنْ كَانَ أَرَادَ الْمُتَكَلِّمُ بِهَذَا ضَرْبَ مِثَالٍ، وَتَقْرِيبَ الْمُغَيَّبِ بِالْمُشَاهِدِ، فَقَرِيبٌ، وَلَعَلَّهُ مُرَادُهُمَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ". البداية والنهاية ط هجر (20/ 87 - 88). الشاهد من الكلام السّابق: أنّ الباب كان موجودًا قبل البناء الأموي، فعبد الله بن عمرو توفي سنة (63 ه) أي قبل الشّروع بالبناء الأموي بثلاث سنين.
(2) سنة 438 هـ قال ناصر خسرو في رحلته: "وعَلى هَذَا الرّواق [أي الشّرقي] مَسْجِد جميل كَانَ فِي وَقت مَا دهليزًا، فصيّروه جَامعًا، وزينوه بأنواع السَّجَّاد، وَله خدم مخصصون، وَيذْهب إليه كثير من النَّاس وَيصلونَ فِيهِ وَيدعونَ الله تبَارك وَتَعَالَى". سفر نامه (ص: 60). وهذا يفيد بأنّ الباب تمّ إغلاقه وصار مُصلًّا في العصر العباسيّ أو الفاطمي. ويؤيد ذلك أنّه كان معتكفًا للصلاة والذكر ودروس العلم لعدد من أهل العلم، من تلك الفترة. لكنّ هذا الإغلاق كان إغلاق توصيد وتسمير للأبواب الخشبية، وليس إغلاقًا بالحجارة.
(3) زمن الاحتلال الصليبي (492 هـ - 583 هـ): كان الباب يُفتح مرتين في العام فقط: في ذكرى دخول عيسى عليه السلام (عيد الشعانين)، وذكرى دخول هرقل للمدينة وانتصاره على الفرس (عيد رفع الصليب).
(4) في العصر المملوكي: قال العليمي "وهما الْآن غير مشروعين،.... وَالَّذِي يظْهر أَن سَبَب غلقهما خشيَة على الْمَسْجِد وَالْمَدينَة من الْعَدو المخذول، فَإِنَّهُمَا ينتهيان الى الْبَريَّة وَلَيْسَ فِي فتحهما كَبِير فَائِدَة" الأنس الجليل (2/ 27). وقوله: "وهما الْآن غير مشروعين" يشير إلى أنّ غلقهما غلق توصيد.
(5) من المرجّح أنّ إغلاقهما تمامًا بالحجارة رافق بناء سور القدس في العصر العثماني، زمن السّلطان سليمان القانوني.